ابن عباس. وقيل: معناه قل هي في الحياة الدنيا للذين آمنوا غير خالصة من الهموم، والأحزان، والمشقة، وهي خالصة يوم القيامة من ذلك، عن الجبائي.
(كذلك نفصل الآيات) أي: كما نميز لكم الآيات، وندلكم بها على منافعكم، وصلاح دينكم، كذلك نفصل الآيات (لقوم يعلمون) وفي هذه الآية دلالة على جواز لبس الثياب الفاخرة، وأكل الأطعمة الطيبة من الحلال.
وروى العياشي بإسناده عن الحسين بن زيد، عن عمه عمر بن علي، عن أبيه زين العابدين بن الحسين بن علي عليهم السلام، أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا، فإذا أصاف (1) تصدق به، ولا يرى بذلك بأسا ويقول: (قل من حرم زينة الله) الآية.
وبإسناده عن يوسف بن إبراهيم قال: (دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، وعليه جبة خز، وطيلسان خز، فنظر إلي، فقلت: جعلت فداك هذا خز ما تقول فيه؟
فقال: وما بأس بالخز؟ قلت فسداه إبريسم! قال: لا بأس به، فقد أصيب الحسين عليه السلام وعليه جبة خز، ثم قال: إن عبد الله بن عباس، لما بعثه أمير المؤمنين عليه السلام إلى الخوارج، لبس أفضل ثيابه، وتطيب بأطيب طيبه، وركب أفضل مراكبه، فخرج إليهم، فوافقهم قالوا: يا بن عباس! بينا أنت خير الناس، إذ أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم؟ فتلا هذه الآية (قل من حرم زينة الله) إلى آخرها.
فالبس وتجمل، فإن الله جميل يحب الجمال، وليكن من حلال). وفي الآية دلالة أيضا على أن الأشياء على الإباحة لقوله: (من حرم) فالسمع ورد مؤكدا لما في العقل.
قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون 33 ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون 34.
اللغة: التحريم: هو المنع من الفعل، بإقامة الدليل على وجوب تجنبه.