وعدوا به من البعث والنشور، والحساب والعقاب، عن الجبائي (يوم يأتي تأويله) أي: يوم يأتي عاقبة ما وعدوا به (يقول الذين نسوه من قبل) أي: يقول الذين تركوا العمل به، ترك الناس له، وأعرضوا عنه، عن مجاهد، والزجاج (قد جاءت رسل ربنا بالحق) اعترفوا بأن ما جاءت به الرسل كان حقا، والحق ما شهد بصحته العقل. (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) تمنوا أن يكون لهم شفعاء يشفعون لهم في إزالة العقاب (أو نرد، أي: أو هل نرد إلى الدنيا (فنعمل غير الذي كنا نعمل) من الشرك والمعصية (قد خسروا أنفسهم) أي: أهلكوها بالعذاب (وضل عنهم ما كانوا يفترون) على الأصنام بقولهم: إنها آلهة، وإنها تشفع لنا.
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين.
القراءة: قرأ أهل الكوفة، غير حفص، ويعقوب: (يغشي) بالتشديد.
وكذلك في الرعد. والباقون بالتخفيف. وقرأ ابن عامر: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) كله بالرفع. والباقون بالنصب.
الحجة: قال أبو علي: غشي فعل متعد إلى مفعول واحد، فإذا نقلته بالهمزة، أو بتضعيف العين، تعدى إلى مفعولين. وقد جاء التنزيل بالأمرين قال: (فغشاها ما غشى) فما في موضع نصب بأنه المفعول الثاني. وقال: (فأغشيناهم فهم لا يبصرون) فهذا منقول بالهمزة، والمفعول الثاني محذوف، والمعنى فأغشيناهم العمى، أو فقد الرؤية عنهم، فإذا جاء التنزيل بالأمرين، فكلا الفريقين قرأ بما جاء في التنزيل، وقوله: (يغشي الليل النهار) كل واحد من الليل والنهار منتصب بأنه مفعول به، والفعل قبل النقل غشي الليل النهار، ولم يقل يغشي النهار الليل، كما قال: (سرابيل تقيكم الحر)، ولم يقل تقيكم البرد، للعلم بذلك من الفحوى، ومثل هذا لا يضيق.
وحجة من نصب (الشمس والقمر والنجوم) أنه حمله على خلق، كما قال: