لأنها كانت آمنة يومئذ.
(ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) أي: ويوم لا يكون السبت، كانت تغوص في الماء. واختلف في أنهم كيف اصطادوا، فقيل: إنهم ألقوا الشبكة في الماء يوم السبت، حتى كان يقع فيها السمك، ثم كانوا لا يخرجون الشبكة من الماء إلى يوم الأحد، وهذا تسبب محظور. وفي رواية عكرمة، عن ابن عباس: اتخذوا الحياض، فكانوا يسوقون الحيتان إليها، ولا يمكنها الخروج منها، فيأخذونها يوم الأحد، وقيل: إنهم اصطادوها وتناولوها باليد في يوم السبت، عن الحسن (كذلك نبلوهم) أي: مثل ذلك الاختبار الشديد نختبرهم (بما كانوا يفسقون) أي:
بفسقهم وعصيانهم، وعلى المعنى الآخر لا تأتيهم الحيتان مثل ذلك الإتيان الذي كان منها يوم السبت، ثم استأنف فقال: نبلوهم.
(وإذ قالت أمة) أي: جماعة (منهم) أي: من بني إسرائيل الذين لم يصطادوا، وكانوا ثلاث فرق: فرقة قانصة (1)، وفرقة ساكتة، وفرقة واعظة، فقال الساكتون للواعظين، والناهين: (لم تعظون قوما الله مهلكهم) أي: يهلكهم الله، ولم يقولوا ذلك كراهية لوعظهم، ولكن لأياسهم عن أن يقبل أولئك القوم الوعظ، فإن الأمر بالمعروف، إنما يجب عند عدم الأياس من القبول، عن الجبائي، ومعناه: ما ينفع الوعظ ممن لا يقبل، والله مهلكهم في الدنيا بمعصيتهم (أو معذبهم عذابا شديدا) في الآخرة (قالوا) أي: قال الواعظون في جوابهم: (معذرة إلى ربكم) معناه: موعظتنا إياهم معذرة إلى الله، وتأدية لفرضه في النهي عن المنكر، لئلا يقول لنا: لم لم تعظوهم (ولعلهم) بالوعظ (يتقون) ويرجعون.
فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون 165 فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين 166.
القراءة: قرأ أهل المدينة: (بعذاب بيس) بكسر الباء غير مهموز على وزن