أكثرهم ناقضين للعهد، مخلفين للوعد.
ويسأل فيقال: كيف (أكثرهم) وكلهم فسقة، وكيف يجوز أن يكون كافر غير فاسق؟ والجواب: إنه قد يكون الكافر عدلا في دينه، غير مرتكب لما يحرم في طريقته، فعلى هذا يكون المعنى: وإن أكثرهم مع كفرهم، فاسق في دينه، غير لازم لمذهبه، ناقض للعهد، وقليل الوفاء بالوعد.
ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين 103 وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين 104 حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل 105 قال إن كنت جئت بأية فأت بها إن كنت من الصادقين 106 فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين 107 ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين 108.
القراءة: قرأ نافع وحده: (حقيق علي) بتشديد الياء. والباقون بتخفيف الياء.
الحجة: قال أبو علي: حجة نافع في قوله (حقيق علي) واتصاله بعلى من وجهين: أحدهما: إن (حق) الذي هو فعل يعدى بعلى، قال: فحق علينا قول ربنا والآخر: إن (حقيق) بمعنى واجب، فكما أن وجب يتعدى بعلى، كذلك يتعدى حقيق به. ومن قرأ (حقيق على): فجاز تعديته بعلى من الوجهين اللذين ذكرنا. وقد قالوا: هو حقيق بكذا، فيجوز على هذا أن يكون على بمعنى الباء. قال أبو الحسن: كما وقعت الباء في قوله: (بكل صراط توعدون) موقع على، كذلك وقعت على هنا موقع الباء.
اللغة: البعث: الإرسال، وهو في الأصل النقل باعتماد يوجب الإسراع في المشي. فالبعث بعد الموت: نقل إلى حال الحياة، والبعث للأنبياء: نقل بالإرسال عن حالة إلى حالة النبوة. والعصا: عود كالقضيب يابس، وأصله الامتناع بيبسه،