والباء في قوله (بكل ساحر): يحتمل أن يكون بمعنى مع أي يأتون ومعهم كل ساحر، فيكون في موضع الحال. ويحتمل أن يكون للتعدية، تقول: ذهبت به، وأذهبته وأتيت به، وأتيته.
المعنى: ثم حكى سبحانه ما قاله أشراف قوم فرعون، فقال: (قال الملأ من قوم فرعون) لمن دونهم في الرتبة من الحاضرين (إن هذا لساحر عليم) بالسحر (يريد أن يخرجكم من أرضكم) معناه: يريد أن يستميل بقلوب بني إسرائيل إلى نفسه، ويتقوى بهم، فيغلبكم بهم، ويخرجوكم من بلدتكم (فماذا تأمرون) قيل:
إن هذا فول الأشراف بعضهم لبعض، على سبيل المشورة. ويحتمل أن يكون قالوا ذلك لفرعون، وإنما قالوا (تأمرون) بلفظ الجمع، على خطاب الملوك. ويحتمل أيضا أن يكون قول فرعون لقومه، فيكون تقديره: قال فرعون لهم فماذا تأمرون، وهو قول الفراء، والجبائي.
(قالوا أرجه وأخاه) أي: قالوا لفرعون أخره وأخاه هارون، ولا تعجل بالحكم فيهما بشئ، فتكون عجلتك حجة عليك، عن الزجاج. وقيل: أخره أي:
احبسه، والأول أصح لأنه كان يعلم أنه لا يقدر على حبسه مع ما رأى من تلك الآيات (وأرسل في المدائن) التي حولك (حاشرين) أي: جامعين للسحرة يحشرون من يعلمونه منهم، عن مجاهد، والسدي. وقيل: هم أصحاب الشرط، أرسلهم في حشر السحرة، وكانوا اثنين وسبعين رجلا، عن ابن عباس (يأتوك بكل ساحر عليم) أي: يحشرون إليك السحرة ليجتمعوا، ويعارضوا موسى فيغلبوه.
وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين 113 قال نعم وإنكم لمن المقربين 114 قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين 115 قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم 116.
القراءة: قرأ أهل الحجاز، وحفص: (إن لنا لأجرا) بهمزة واحدة على الخبر. وقرأ: (أئن) بهمزتين محققتين ابن عامر، وأهل الكوفة، غير حفص. وقرأ