قال للأعرابي: لقد تحجرت واسعا يريد رحمة الله عز وجل)، أورده البخاري في الصحيح.
(فسأكتبها للذين يتقون) أي: فسأوجب رحمتي للذين يتقون الشرك أي:
يجتنبونه. وقيل: يجتنبون الكبائر، والمعاصي (ويؤتون الزكاة) أي: يخرجون زكاة أموالهم، لأنه من أشق الفرائض. وقيل: معناه ويطيعون الله ورسوله، عن ابن عباس، والحسن، وإنما ذهبا إلى تزكية النفس، وتطهيرها (والذين هم بآياتنا يؤمنون) أي: بحججنا وبيناتنا يصدقون. وروي عن ابن عباس، وقتادة، وابن جريج: إنها لما نزلت (ورحمتي وسعت كل شئ) قال إبليس: أنا من ذلك الشئ، فنزعها الله من إبليس بقوله: (فسأكتبها للذين يتقون) إلى آخر الآية فقال اليهود والنصارى: نحن نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات ربنا، فنزعها منهم، وجعلها لهذه الأمة بقوله (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) الآية.
الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون 157.
القراءة: قرأ ابن عامر وحده: (آصارهم) على الجمع. والباقون:
(إصرهم) على التوحيد.
الحجة: قال أبو علي: الإصر: مصدر يقع على الكثير مع إفراد لفظه، يدل على ذلك قوله (إصرهم) فأضيف وهو مفرد إلى الكثرة، ولا يجمع. وقال: (ربنا ولا تحمل علينا إصرا) وقال: (ينظرون من طرف خفي ولا يرتد إليهم طرفهم) فالوجه الإفراد، كما أفرد في غير هذا الموضع، وجمعه ابن عامر كأنه أراد ضروبا من المآثم مختلفة، فجمع، لاختلافها، والمصادر تجمع إذا اختلف ضروبها، وإذا