يعلمهم) أي: يعرفهم لأنه المطلع على الأسرار. وقيل: هم الجن وهو اختيار الطبري قال: لأن الأعداء دخل فيه جميع المتظاهرين بالعداوة فلم يبق إلا من لا يشاهد (وما تنفقوا من شئ في سبيل الله) أي: في الجهاد، وفي طاعة الله (يوف إليكم) أي يوفر عليكم ثوابه في الآخرة (وأنتم لا تظلمون) أي لا تنقصون شيئا منه.
(وإن جنحوا للسلم) أي: مالوا إلى الصلح، وترك الحرب (فاجنح لها) أي: مل إليها واقبلها منهم، وإنما أنث لأن السلم بمعنى المسالمة (وتوكل على الله) أي: فوض أمرك إلى الله (إنه هو السميع العليم) لا تخفى عليه خافية.
وقيل: إن هذه الآية منسوخة بقوله (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)، وقوله:
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله) الآية، عن الحسن، وقتادة، وقيل: إنها ليست بمنسوخة، لأنها في الموادعة لأهل الكتاب، والأخرى لعباد الأوثان، وهذا هو الصحيح، لأن قوله (اقتلوا المشركين) والآية الأخرى نزلتا في سنة تسع في سورة براءة، وصالح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد نجران بعدها.
وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين 62 وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم 63 اللغة: الخدع والخديعة: إظهار المحبوب في الأمر مع إبطان المكروه.
والتأييد: التمكين من الفعل على أتم ما يصح فيه. والأيد: القوة. والتأليف:
الجمع على تشاكل، واختلف في التأليف فأثبته بعضهم معنى، ونفاه بعضهم، والصحيح أنه معنى يحل محلين، ولا يحصل من فعلنا إلا متولدا.
المعنى: ثم خاطب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (وإن يريدوا أن يخدعوك) معناه وإن يرد الذين يطلبون منك الصلح، أن يخدعوك في الصلح، بأن يقصدوا بالتماس الصلح دفع أصحابك، والكف عن القتال، حتى يقووا فيبدؤوكم بالقتال من غير استعداد منكم (فإن حسبك الله) أي: فإن الذي يتولى كفايتك الله (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) أي: هو الذي قواك بالنصر من عنده، وأيدك