اللغة أن يقال للوحين ألواح، ويجوز أن يكون ألواح، ويجوز أن يكون ألواحا جمع أكثر من اثنين.
(من كل شئ) قال الزجاج: أعلم الله سبحانه أنه أعطاه من كل شئ يحتاج إليه من أمر الدين، مع ما أراه من الآيات (موعظة) هذا تفسير لقوله (كل شئ)، وبيان لبعض ما دخل تحته (وتفصيلا لكل شئ) يحتاج إليه في الدين من الأوامر والنواهي، والحلال والحرام، وذكر الجنة والنار، وغير ذلك من العبر والأخبار، وتفصيلا أيضا تفسير لقوله: (كل شئ).
(فخذها بقوة) أي: بجد واجتهاد. وقيل: بصحة عزيمة، وقوة قلب (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) أي: بما فيها من أحسن المحاسن، وهي الفرائض والنوافل، فإنها أحسن من المباحات. وقيل: معناه يأخذ بالناسخ دون المنسوخ، عن الجبائي، وهذا ضعيف لأن المنسوخ قد خرج من أن يكون حسنا. وقيل: إن المراد بالأحسن الحسن، وكلها حسن، كقوله سبحانه: (وهو أهون عليك)، وكقوله: (ولذكر الله أكبر)، عن قطرب.
(سأريكم دار الفاسقين) يعني سأريكم جهنم، عن الحسن، ومجاهد، والجبائي. والمراد فليكن منكم على ذكر لتحذروا أن تكونوا منهم، وهذا تهديد لمن خالف أمر الله. وقيل: يريد ديار فرعون بمصر عن عطية العوفي. وقيل: معناه سأدخلكم الشام فأريكم منازل القرون الماضية، ممن خالفوا أمر الله، لتعتبروا بها، عن قتادة. وفي تفسير علي بن إبراهيم: (إن معناه: يجيئكم قوم فساق، يكون الدولة لهم). سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وأن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين 146 والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون 147.