ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطرد فتكون من الظالمين 52 وكذلك فتنا بعضم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين 53 القراءة: قرأ ابن عامر: (بالغدوة والعشي) في كل القرآن بواو. والباقون:
(بالغد ا ة) بالألف.
الحجة: قال أبو علي: الوجه (الغداة) لأنها تستعمل نكرة، وتتعرف باللام، فأما (غدوة) فمعرفة لم تتنكر، وهو علم، صيغ له. قال سيبويه: غدوة وبكرة:
جعل كل واحد منهما اسما للجنس، كما جعلوا أم حبين اسما لدابة معروفة، قال:
وزعم يونس، عن أبي عمرو، وهو القياس أنك إذا قلت لقيته يوما من الأيام غدوة أو بكرة، وأنت تريد المعرفة، لم تنون. وهذا يقوي قراءة من قرأ بالغداة والعشي.
ووجه قراءة ابن عامر أن سيبويه قال: زعم الخليل أنه يجوز أن تقول أتيتك اليوم غدوة وبكرة، فجعلهما بمنزلة ضحوة، ومن حجته أن بعض أسماء الزمان جاء معرفة بغير ألف ولام، نحو ما حكاه أبو زيد من قولهم: لقيته فينة (1) غير مصروف، والفينة بعد الفينة، فألحق لام المعرفة، ما استعمل معرفة، ووجه ذلك أنه يقدر فيه التنكير والشياع، كما يقدر فيه ذلك إذا ثنى، وذلك مستمر في جميع هذا الضرب من المعارف، ومثل ذلك ما حكاه سيبويه من قول العرب: هذا يوم اثنين مباركا، وأتيتك يوم اثنين مباركا، فجاء معرفة بلا ألف ولام، كما جاء بالألف واللام ومن ثم انتصب الحال، ومثل ذلك قولهم: هذا ابن عرس مقبل: إما أن يكون جعل عرسا نكرة، وإن كان علما، وإما أن يكون أخبر عنه بخبرين.
الاعراب: (فتطردهم): جواب للنفي في قوله: (ما عليك من حسابهم من شئ) وما من حسابك عليهم من شئ، وقوله (فتكون): نصب لأنه جواب للنهي، وهو قوله (ولا تطرد) أي: لا تطردهم فتكون من الظالمين، وقد بينا تقديره (1) الفينة: الحين والساعة.