تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٧
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين 155.
اللغة: الاختيار: إرادة ما هو خير، يقال: خيره بين أمرين فاختار أحدهما.
والاختيار والإيثار بمعنى واحد، والفتنة: الكشف والاختبار، وقال المسيب بن علس:
إذ تستبيك بأصلتي ناعم * قامت لتفتنه بغير قناع (1) أي: لتكشفه وتبرزه.
الاعراب: (واختار موسى): تقديره اختار موسى من قومه، فحذف من فوصل الفعل فنصبه، وإنما حذف من لدلالة الفعل عليه، مع إيجاز اللفظ. قال الفرزدق:
ومنا الذي اختير الرجال سماحة وجودا إذا هب الرياح الزعازع (2) وقال غيلان:
وأنت الذي اخترت المذاهب كلها بوهبين إذ ردت علي الأباعر (3) وقال آخر:
فقلت له: اخترها قلوصا سمينة، ونابا علينا مثل نابك في الحيا (4) المعنى: ثم أخبر تعالى عن اختيار موسى من قومه، عند خروجه إلى ميقات

(1) السبي: الأسر. وأصلت الجبين: واسعه، والياء للمبالغة. والناعم: اللين الملمس.
(2) الزعازع: شدائد الدهر. وقوله: (الرجال) بالنصب أي: من الرجال.
(3) وهبين: موضع أي: اخترتك من بين من يذهب إلى هذا الموضع.
(4) القلوص من الإبل: الشابة. الناب: الناقة المسنة. الحيا: الخصب.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست