عقاب ما يفعلونه من المعاصي، يحل بهم، والله سبحانه لا يضره كفرهم ومعصيتهم، كما لا ينفعه إيمانهم وطاعتهم.
(من يهد الله فهو المهتدي) كتبت ههنا بالياء ليس في القرآن غيره بالياء، وأثبت الياء ههنا في اللفظ جميع القراء، ومعناه من يهده الله إلى نيل الثواب، كما يهدي المؤمن إلى ذلك، وإلى دخول الجنة، فهو المهتدي للإيمان والخير، عن الجبائي (ومن يضلل) أي: ومن يضلله الله عن طريق الجنة، وعن نيل الثواب، عقوبة على كفره وفسقه. (فأولئك هم الخاسرون) خسروا الجنة ونعيمها، وخسروا أنفسهم والانتفاع بها. وقيل: المهتدي هو الذي هداه الله فقبل الهداية، وأجاب إليها. والذي أضله الله هو الذي اختار الضلالة فخلى الله بينه وبين ما اختاره، ولم يمنعه منه بالجبر، عن البلخي.
ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون 179 ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون 180 وممن خلقنا أمه يهدون بالحق وبه يعدلون 181.
القراءة: قرأ حمزة: (يلحدون) بفتح الياء والحاء، حيث كان، ووافقه الكسائي، وخلف في النحل. والباقون: (يلحدون) بضم الياء، وكسر الحاء.
الحجة: قال أبو الحسن: لحد وألحد لغتان، وألحد في الكلام أكثر قال الشاعر (ليس الإمام بالشحيح الملحد) وفي القرآن (ومن يرد فيه بإلحاد).
اللغة: الذرء، والإنشاء، والإحداث، والخلق، نظائر. قال علي بن عيسى:
الاسم: كلمة تدل على المعنى دلالة الإشارة، والفعل: كلمة تدل على المعنى دلالة الإفادة، والصفة: كلمة مأخوذة للمذكور من أصل من الأصول لتجري عليه تابعة له.
والإلحاد: العدول عن الاستقامة، والانحراف عنها، ومنه اللحد الذي يحفر في