ما كان لنبي إن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم 68 فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم 69.
القراءة: قرأ أبو جعفر: (أن تكون له) بالتاء (أسارى). وقرأ أهل الكوفة (1) (أن تكون له) بالتاء، (أسرى). والباقون: (أن يكون له) بالياء (أسرى).
الحجة: من قرأ بالتاء فلأن الجمع مؤنث. ومن قرأ بالياء فلأنهم مذكورون في المعنى، وقد وقع الفصل بين الفعل والفاعل. قال أبو علي: والأسرى أقيس من الأسارى، لأن أسير فعيل بمعنى مفعول، وذلك يجمع على فعلى، نحو جريح وجرحى، وقتيل وقتلى، واستمر هذا الجمع في الباب، وكثر حتى شبه به غيره، مما ليس منه، ولكن لموافقته مثل: مرضى، وهلكى، وموتى، وذلك أن هذه أمور ابتلوا بها، وأدخلوا فيها، وهم لها كارهون، فصار لذلك مشبها بفعيل في قول الخليل، وإنما قالوا: أسارى على التشبيه بكسالى، كما قالوا: كسلى على التشبيه بأسرى.
وقال الأزهري: الأسارى جمع الأسرى، فهو جمع الجمع.
اللغة: الأسر: الشد على المحارب بما يصير به في قبضة الآخذ له. وفلان مأسور أي: مشدود، وكانوا يشدون الأسير بالقد، والإثخان في الأرض: تغليظ الحال بكثرة القتل، والثخن، والغلظ، والكثافة نظائر. وقد أثخنه المرض: إذا اشتدت قوته عليه، وأثخنه الجراح، والعرض: متاع الدنيا سماه عرضا، لقلة لبثه.
والفرق بين الحلال والمباح أن الحلال من حل العقد في التحريم، والمباح: من التوسعة في الفعل، وإن اجتمعا في الحل والطيب المستلذ، وشبه الحلال به، فسمي طيبا، واللذة: نيل المشتهى.
الاعراب: الفاء في (فكلوا) دخلت للجزاء، المعنى: لقد أحللت لكم