الألفات ألزمت الفتح، لأنها أواخر حروف، جاءت لمعنى، ففصل بينها وبين أواخر الأسماء التي فيها الألف، نحو: حبلى، وهدى. إلا أن حتى كتبت بالياء، لأنها على أربعة أحرف، فأشبهت سكرى وإما التي للتخيير شبهت بأن التي ضمت إليها ما فكتبت بالألف، وإلا كتبت بالألف لأنها لو كتبت بالياء لأشبهت إلى.
المعنى: لما تقدم ذكر النعم الدنيوية، عقبه بذكر النعم الدينية (يا بني آدم) هو خطاب يعم جميع المكلفين من بني آدم، من جاءه الرسول منهم، ومن جاز أن يأتيه الرسول معطوف على ما تقدم (إما يأتينكم) أي: إن يأتكم (رسل منكم) أي: من جنسكم (يقصون عليكم آياتي) أي: يعرضونها عليكم، ويخبرونكم بها (فمن اتقى) إنكار الرسل والآيات، (وأصلح) عمله. وقيل: فمن اتقى المعاصي واجتنبها. والتقوى: اسم جامع لذلك، وتقديره فمن اتقى منكم وأصلح (فلا خوف عليهم) في الدنيا (ولا هم يحزنون) في الآخرة (والذين كذبوا بآياتنا) أي:
حججنا (واستكبروا عنها) أي: عن قبولها (أولئك أصحاب النار) الملازمون لها (هم فيها خالدون) باقون فيها على وجه الدوام والتأبيد. فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جائتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين 37.
اللغة: النيل: وصول النفع إلى العبد إذا أطلق، فإن قيد وقع على الضرر، لأن أصله الوصول إلى الشئ، من نلت أنال نيلا، قال امرؤ القيس:
سماحة ذا، وبر ذا، ووفاء ذا، ونائل ذا، إذا صحا، وإذا سكر (1) والتوفي: قبض الشئ بتمامه، يقال: توفيته، واستوفيته.
المعنى: ثم ذكر سبحانه وعيد المكذبين، فقال: (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) أي: لا أحد أظلم منه، صورته صورة الاستفهام، والمراد به