(ليقضي الله أمرا كان مفعولا) إنما كرره سبحانه مع ذكره في الآية الأولى، لتكرر الفائدة لأن المعنى في الآية الأولى: جمعكم من غير ميعاد، ليقضي أمرا مفعولا من الالتقاء على تلك الصفة، والمعنى هنا: إنه قلل كل فريق في عين صاحبه، ليقضي أمرا كان مفعولا من إعزاز الدين بجهادكم. وقيل: أراد بالأول:
الوعد بالنصرة يوم بدر. وبالثاني: الاستمرار على النصر. وقيل: إنما كرر للتأكيد.
وإنما قال. (كان مفعولا) والمعنى يكون مفعولا في المستقبل، لتحقيق كونه لا محالة، حتى صار بمنزلة ما قد كان لعلمه سبحانه أنه كائن لا محالة (وإلى الله ترجع الأمور) مر معناه.
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 45 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين 46 ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط 47.
اللغة: الريح: الدولة قال عبيد بن الأبرص:
كما حميناك يوم النعف من شطب والفضل للقوم من ريح ومن عدد (1) أي: من عزة ودولة. والبطر: الخروج عن موجب النعمة من شكرها. وأصل البطر: الشق. ومنه البيطار: لأنه يشق اللحم بالمبضع. والرياء: إظهار الجميل ليرى مع إبطان القبيح.
الاعراب: (فتفشلوا): منصوب بإضمار أن على معنى جواب النهي، ولذلك عطف عليه، (وتذهب)، (ويصدون) في محل النصب بالعطف على قوله (بطرا ورئاء الناس) وهما مصدران وضعا موضع الحال، والمعنى يبطرون ويراؤون، ويصدون، ولا يجوز أن يكون عطفا على (خرجوا) إذ لا يعطف مستقبل على ماض.