للثواب؟ وجوابه: إنه إنما سمي جزاء وعقابا، لأن عظيم ما فعلوه من المعاصي، اقتضى تحريم ذلك، وتغيير المصلحة فيه، ولولا عظم جرمهم لما اقتضت المصلحة ذلك (وإنا لصادقون) أي: في الإخبار عن التحريم، وعن بغيهم، وفي كل شئ، وفي أن ذلك التحريم عقوبة لأوائلهم، ومصلحة لمن بعدهم إلى وقت النسخ (فإن كذبوك) يا محمد فيما تقول (فقل ربكم ذو رحمة واسعة) لذلك لا يعجل عليكم بالعقوبة، بل يمهلكم (ولا يرد بأسه) أي: لا يدفع عذابه إذا جاء وقته (عن القوم المجرمين) أي: المكذبين.
سيقول الذين لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون 148 قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين 149 قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالأخرة وهم بربهم يعدلون 150 اللغة: (هلم): قال الزجاج إنها هاء ضمت إليها لم، وجعلتا كالكلمة الواحدة، فأكثر اللغات أن يقال هلم للواحد، والاثنين، والجماعة، بذلك جاء القرآن نحو قوله (هلم إلينا) ومعنى (هلم شهداءكم): هاتوا شهداءكم. ومن العرب من يثني، ويجمع، ويؤنث، فيقول للمذكر: هلم، وللاثنين: هلما، وللجماعة: هلموا، وللمؤنث: هلمي، وللنسوة: هلممن، وفتحت لأنها مدغمة كما فتحت رد يا هذا في الأمر لالتقاء الساكنين، ولا يجوز فيها هلم للواحد بالضم، كما يجوز في رد الفتح والضم والكسر، لأنها لا تتصرف قال أبو علي: هي في اللغة الأولى بمنزلة رويد، وصه، ومه، ونحو ذلك من الأسماء التي سميت بها الأفعال، وفي الأخرى بمنزلة رد في ظهور علامات الفاعلين فيها، كما يظهر في رد وأما هاء