عند الله، يوم القيامة، وهي الأصنام (الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء) معناه زعمتم أنهم شركاؤنا فيكم، وشفعاؤكم، يريد: وما نفعكم عبادة الأوثان التي كنتم تقولون إنها فيكم شركاء وإنها تشفع لكم عند الله تعالى. وهذا عام في كل من عبد غير الله، واعتمد غيره يرجو خيره، ويخاف ضيره، في مخالفة الله تعالى (لقد تقطع بينكم) أي: وصلكم وجمعكم. ومن قرأ بالنصب، فمعناه لقد تقطع الأمر بينكم، أو تقطع وصلكم بينكم.
(وضل عنكم ما كنتم تزعمون) أي: ضاع وتلاشى، ولا تدرون أين ذهب من جعلتم شفعاءكم من آلهتكم، ولم تنفعكم عبادتها. وقيل: معناه ما تزعمون من عدم البعث والجزاء.
قد حث الله سبحانه في هذه الآية على اقتناء الطاعات التي بها ينال الفوز، وتدرك النجاة، دون اقتناء المال الذي لا شك في تركه، وعدم الانتفاع به بعد الممات.
إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذالكم الله فأنى تؤفكون 95 فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم 96 القراءة: قرأ أهل الكوفة: (وجعل الليل ساكنا) والباقون: (وجاعل) بالألف والرفع و (الليل) بالجر.
الحجة: وجه قول من قرأ (وجاعل الليل) أن قبله اسم فاعل وهو (فالق الحب)، و (فالق الإصباح) ليكون فاعل المعطوف مثل فاعل المعطوف عليه، ألا ترى أن حكم الاسم أن يعطف على اسم مثله، لأن الاسم بالاسم أشبه من الفعل بالاسم، ويقوي ذلك قولهم.
للبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف فنصب وتقر ليكون في تقدير اسم بإضمار أن، فيكون قد عطف اسما على اسم وقوله: