بها، كما قال: (هدى للمتقين) وكرر وقوله (قد فصلنا الآيات) حثا على النظر، وتنبيها على أن كلا مما ذكر آية، ودلالة، تدل على توحيده، وصفاته العلى.
وهو الذي أنزل من السماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا تخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانيه وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظر وا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذالكم لأيات لقوم يؤمنون 99.
القراءة: قرأ أبو بكر، عن عاصم، برواية أبي يوسف الأعشى، والبرجمي، (وجنات) بالرفع، وهو قراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وعبد الله بن مسعود الأعمش، ويحيى بن يعمر. وقرأ الباقون: (وجنات) على النصب. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (ثمره) بضمتين، وكذلك (كلوا من ثمره)، وفي سورة ياسين: (ليأكلوا من ثمره) وقرأ الباقون: (ثمره) بفتحتين في الجميع.
الحجة: من قرأ: (وجنات): فإنه عطفها على قوله (خضرا) أي. فأخرجنا من الماء خضرا، وجنات من أعناب. ومن قرأ: (وجنات) بالرفع، فإنه عطفها على (قنوان) لفظا، وإن لم يكن من جنسها كقول الشاعر (متقلدا سيفا ورمحا).
ومن قرأ (إلى ثمره)، فالثمر: جمع ثمرة، مثل بقرة وبقر، وشجرة وشجر. ومن قرأ (ثمره) بضمتين: فيحتمل وجهين أحدهما: أن يكون على ثمرة، وثمر، مثل خشبة وخشب، وأكمة وأكم، قال الشاعر:
نحن الفوارس يوم ديسقة المغشو * الكماة غوارب الأكم (1) ونظيره، من المعتل: قارة وقور، وناقة ونوق، وساحة وسوح، قال الشاعر:
وكان سيان إلا يسرحوا نعما، * أو يسرحوه بها، واغبرت السوح والآخر: أن يكون جمع ثمار على ثمر، فيكون ثمر جمع الجمع.