لا يعقب نفعا، واللهو ما يصرف من الجد إلى الهزل، وهذا إنما يتصور في المعاصي.
وقيل: المراد باللعب واللهو: إن الحياة تنقضي وتفنى، ولا تبقى، فتكون لذة فانية عن قريب، كاللعب واللهو. (وللدار الآخرة) وما فيها من أنواع النعيم والجنان (خير للذين يتقون) معاصي الله، لأنها باقية دائمة لا يزول عنهم نعيمها، ولا يذهب عنهم سرورها.
(أفلا تعقلون) أن ذلك كما وصف لهم، فيزهدوا في شهوات الدنيا، ويرغبوا في نعيم الآخرة، ويفعلوا ما يؤديهم إلى ذلك من الأعمال الصالحة. وفي هذه الآية تسلية للفقراء بما حرموا من متاع الدنيا،، وتقريع للأغنياء إذا ركنوا إلى حطامها، ولم يعملوا لغيرها.
قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون 33 ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين. 34 القراءة: قرأ نافع (ليحزنك) بضم الياء وكسر الزاي. والباقون (يحزنك) بفتح الياء وضم الزاي. وقرأ نافع، والكسائي، والأعشى، عن أبي بكر (لا يكذبونك) خفيف، وهو قراءه علي عليه السلام، والمروي عن جعفر الصادق عليه السلام. والباقون (يكذبونك) بفتح الكاف والتشديد.
الحجة: قال أبو علي: قال سيبويه، قالوا: حزن الرجل، وحزنته، وزعم الخليل أنك حيث تقول: حزنته، لم ترد أن تقول جعلته حزينا، كما أنك حيث قلت: أدخلته، أردت: جعلته داخلا، ولكنك أردت أن تقول: جعلت فيه حزنا، كما تقول كحلته: جعلت فيه كحلا، ودهنته: جعلت فيه دهنا، ولم ترد بفعلته هنا تعدي قوله حزن. ولو أردت ذلك لقلت: أحزنته. وحجة نافع إنه أراد أن يعدي حزن، فنقله بالهمزة، والاستعمال في حزنته أكثر منه في أحزنته فإلى كثرة الاستعمال ذهب عامة القراء. وأما قوله (يكذبونك) فمن ثقل فهو من فعلته، إذا نسبته إلى