في الدنيا، عن الجبائي.
(أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) أي: حلفتم أنهم لا يصيبهم الله برحمة وخير، ولا يدخلون الجنة، كذبتم. ثم يقولون لهؤلاء (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) أي: لا خائفين، ولا محزونين على أكمل سرور، وأتم كرامة. والمراد بهذا تقريع الذين زروا (1) على ضعفاء المؤمنين، حتى حلفوا أنهم لا خير لهم عند الله، وقد اضطربت أقوال المفسرين في القائل لهذا القول، فقال الأكثرون: إنه كلام أصحاب الأعراف. وقيل: هو كلام الله تعالى. وقيل: كلام الملائكة. والصحيح ما ذكرناه، لأنه المروي عن الصادق عليه السلام.
ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين 50 الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون 51.
اللغة: الإفاضة: إجراء المائع من علو، ومنه قولهم أفاضوا في الحديث أي:
أخذوا فيه من أوله لأنه بمنزلة أعلاه، وأفاضوا من عرفات إلى المزدلفة: صاروا إليها. واللهو، طلب صرف الهم بما لا يحسن أن يطلب به. واللعب: طلب المرح بما لا يحسن أن يطلب به، واشتقاقه من اللعاب: وهو المرور على غير استواء.
الاعراب: قال: (أن أفيضوا علينا الماء أو مما رزقكم الله) ثم قال (حرمهما) ولم يقل حرمه، وإن كان التقدير أفيضوا أحد هذين، لأنه جاء على قولهم جالس الحسن، أو ابن سيرين، فيجوز مجالستهما جميعا. وقوله: (الذين اتخذوا) يجوز أن يكون في موضع جر صفة (للكافرين)، ويحتمل أن يكون رفعا بالابتداء، فيكون إخبارا من الله تعالى، على وجه الذم لهم.
المعنى: ثم ذكر سبحانه كلام أهل النار، وما أظهروه من الافتقار، بدلا مما