عقبه بأن علم الغيب يختص به المالك للنفع والضر، وهو الله سبحانه، عن أبي مسلم. وقيل: إن الآية في معنى جواب سؤالهم أيضا، فكأنه قال إذا أنا لا أملك أن أسوق إلى نفسي نفعا، ولا أن أدفع عنها ضرا، فكيف أعلم الغيب؟
هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين 189 فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون 190 أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون 191 ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون 192 وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون 193.
القراءة: قرأ أهل المدينة، وأبو بكر: (شركا) بكسر الشين، والتنوين على المصدر، لا على الجمع، وهو قراءة الأعرج، وعكرمة، والباقون: (شركاء) بضم الشين والمد على الجمع، وروي في الشواذ قراءة يحيى بن يعمر: (فمرت به) خفيفة. وقرأ نافع: (لا يتبعوكم)، وفي الشعراء: (يتبعهم) بالتخفيف.
والباقون: (يتبعوكم) بالتشديد.
الحجة: من قرأ شركا: فإنه حذف المضاف، وتقديره جعلا له ذا شرك، أو ذوي شرك، فالقراءتان على هذا يؤولان إلى معنى واحد، فإن معنى (جعلا له شركاء): جعلا له ذوي شرك، والضمير في (له) يعود إلى اسم الله. ومن قرأ (فمرت به) خفيفة فإنه ينبغي أن يكون أصله التشديد. كقراءة الجماعة، إلا أنه حذفه تخفيفا لثقل التضعيف قالوا: مست يده أي: مسستها، وقال أبو زيد:
خلا أن العتاق من المطايا أحسن به، فهن إليه شوس (1)