ذكر عليه اسم الأصنام والأوثان، ولم يذكر اسم الله عليه، وسمي ما ذكر عليه اسم الصنم فسقا، لخروجه عن أمر الله، وأصل الإهلال: رفع الصوت بالشئ، وقد ذكرناه في سورة المائدة (فمن اضطر) إلى تناول شئ مما ذكرناه (غير باغ ولا عاد) قد سبق معناه في سورة البقرة (فإن ربك غفور رحيم) حكم بالرخصة، كما حكم بالمغفرة، والرحمة.
وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أوما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون 146 فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين 147.
اللغة: الظفر: ظفر الانسان وغيره ورجل أظفر: إذا كان طويل الأظفار، كما يقال: أشعر لطويل الشعر. والحوايا: المباعر، قال الزجاج، واحدها حاوية، وحاوياء، وحوية، وهي ما يحوى في البطن، فاجتمع واستدار.
الاعراب: موضع (الحوايا): يحتمل أن يكون رفعا، عطفا على الظهور، وتقديره أو ما حملت الحوايا. ويحتمل أن يكون نصبا عطفا على ما في قوله (إلا ما حملت). فأما قوله (أو ما اختلط بعظم): فإن (ما) هذه معطوفة على (ما) الأولى. (ذلك): يجوز أن يكون منصوب الموضع بأنه مفعول ثان ل (جزيناهم)، التقدير جزيناهم ذلك ببغيهم، ولا يجوز أن يرفع بالابتداء، لأنه يصير التقدير ذلك جزيناهموه، فيكون كقولهم زيد ضربت أي: ضربته، وهذا إنما يجوز في ضرورة الشعر.
المعنى: ثم بين سبحانه ما حرمه على اليهود فقال: (وعلى الذين هادوا) أي: على اليهود في أيام موسى (حرمنا كل ذي ظفر) اختلف في معناه، فقيل: هو كل ما ليس بمنفرج الأصابع كالإبل، والنعام، والإوز، والبط، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد، والسدي. وقيل: هو الإبل فقط، عن ابن زيد. وقيل: يدخل فيه كل السباع، والكلاب، والسنانير، وما يصطاد بظفره، عن