(قدير): ولا يقدر أحد على دفع ما يريده لعباده من مكروه، أو محبوب.
فإن قيل: إن المس من صفات الأجسام، فكيف قال إن يمسسك الله؟ قلنا:
الباء للتعدية، والمراد إن أمسسك الله ضرا أي: جعل الضر يمسك، فالفعل للضر، وإن كان الظاهر قد أسند إلى اسم الله تعالى، والضر اسم جامع لكل ما يتضرر به من المكاره، كما أن الخير اسم جامع لكل ما ينتفع به.
(وهو القاهر): ومعناه القادر على أن يقهر غيره (فوق عباده) معنى فوق ههنا: قهره واستعلاؤه عليهم، فهم تحت تسخيره وتذليله بما علاهم به من الاقتدار الذي لا ينفك منه أحد، ومثله قوله تعالى: (يد الله فوق أيديهم): يريد أنه أقوى منهم (وهو الحكيم الخبير) معناه: إنه مع قدرته عليهم، لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة والخبير العالم بالشئ، وتأويله: إنه العالم بما يصح أن يخبر به، والخبر:
علمك بالشئ. تقول: لي به خبر أي علم، وأصله من الخبر، لأنه طريق من طرق العلم، فإذا كان القاهر، على ما ذكرناه، بمعنى القادر، صح وصفه سبحانه فيما لم يزل بأنه قاهر.
وقال بعضهم: لا يسمى قاهرا الا بعد أن يقهر غيره. فعلى هذا يكون من صفات الأفعال، فلا يصح وصفه فيما لم يزل به.
قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني برئ مما تشركون 19 الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسرو ا أنفسهم فهم لا يؤمنون 20.
الاعراب: (شهادة) نصب على التمييز، (ومن بلغ) في محل نصب بالإنذار، والعائد إلى الموصول محذوف و (أئنكم) كتب بالياء، لأن الهمزة التي قبلها همزه تخفف، بأن تجعل بين بين. فإذا كانت مكسورة تجعل بين الهمزة والياء، فكتب بالياء. (الذين آتيناهم الكتاب) رفع بالابتداء. (ويعرفونه) خبره.
(الذين خسروا أنفسهم) رفع بكونه نعتا (للذين) الأولى، ويجوز أن يكون رفعا