لدلالات على أن لها خالقا. قصد إلى التمييز بينها قبل خلقها على علم بها، وانها تكونت بخلقه وتدبيره (لقوم يؤمنون) لأنهم بها يستدلون، وبمعرفة مدلولاتها ينتفعون.
وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون 100 بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم 101.
القراءة: قرأ أهل المدينة: (وخرقوا) بالتشديد. والباقون: (وخرقوا) بالتخفيف.
الحجة: قال أحمد بن يحيى: خرق واخترق بمعنى: وقال أبو الحسن:
الخفيفة أعجب إلي، لأنها أكثر والمعنى في القراءتين: كذبوا. وقد روي في الشواذ، عن ابن عباس: (وحرفوا) بالحاء والفاء، وهذا شاهد يكذبهم أيضا، ومثله: (يحرفون الكلم عن مواضعه).
اللغة: البديع: بمعنى المبدع. والفرق بين الإبداع والاختراع أن الإبداع فعل ما لم يسبق إلى مثله، والاختراع فعل ما لم يوجد سبب له، ولذلك يقال: البدعة لما خالف السنة، لأنه إحداث ما لم يسبق إليه، ولا يقدر أحد على الاختراع غير الله تعالى، لأن حده ما ابتدئ في غير محل القدرة عليه، والقادر بقدرة إما أن يفعل مباشرا، وهو ما ابتدئ في محل القدرة، أو متولدا، وهو ما يوقع بحسب غيره، ولا يقدر على الاختراع أصلا.
الاعراب: انتصاب (الجن) من وجهين أحدهما: أن يكون مفعولا أي:
جعلوا الجن لله شركاء، ويكون (شركاء) مفعولا ثانيا، كما قال: (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا).
والآخر: أن يكون (الجن) بدلا من (شركاء)، ومفسرا له سبحانه، نصب على المصدر، كأنه قال تسبيحا له، و (بديع) خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو بديع السماوات. ويجوز أن يكون مبتدأ، وخبره: (أنى يكون له ولد). وإنما