وغير داخلة فيها، وإنما اجتمع الأمر ان لأنبياء مخصوصين، لأن هارون لو كان له القيام بأمر الأمة، من حيث كان نبيا، لما احتاج فيه إلى استخلاف موسى إياه، وإقامته مقامه.
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين 143.
القراءة: (جعله دكا) بالمد هاهنا،، وفي الكهف، كوفي، غير عاصم، ووافقهم عاصم في الكهف. والباقون: (دكا) بالقصر والتنوين، في الموضعين.
الحجة: قال الزجاج: (جعله دكا) بالتنوين معناه: جعله مدقوقا مع الأرض.
والدكاء والدكاوات: الروابي التي مع الأرض ناشزة عنها. ولا تبلغ أن تكون جبلا.
قال أبو الحسن: لما قال (جعله) فكأنه قال دكه، وأراد جعله ذا دك، وقال أبو عبيده: (جعله دكا) أي: مندكا. وناقة دكاء: ذاهبة السنام كأنه جعله كالناقة الدكاء، فبقي أكثره. والدك: المستوي، وأنشد للأغلب: (هل غير غار دك غارا فانهدم). وقال علي بن عيسى: دكا مستويا بالأرض، يقال دكه يدكه دكا: أي سحقه سحقا.
اللغة: التجلي: الظهور، ويكون تارة بالظهور، وتارة بالدلالة، قال الشاعر:
تجلى لنا بالمشرفية، والقنا، وقد كان عن وقع الأسنة نائيا (1) أراد الشاعر: إن تدبيره دل عليه، ويقال للسيد: هو ابن جلا، أي: لا يخفى أمره لشهرته. وفي خطبة الحجاج: (انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني). قال سيبويه: جلا فعل ماض، فكأنه قال: انا ابن الذي جلا، أي:
أوضح وكشف.