وبالآخر عذابهم على الإغواء (قال) الله تعالى: (لكل ضعف) أي: للتابع والمتبوع عذاب مضاعف، لأنهم قد دخلوا في الكفر جميعا (ولكن لا تعلمون) أيها المضلون والمضلون، ما لكل فريق منكم من العذاب (وقالت أولاهم لأخراهم) أي: قال المتبوعون للتابعين (فما كان لكم علينا من فضل) أي: تفاوت في الكفر، حتى تطلبوا من الله أن يزيد في عذابنا، وينقص من عذابكم. وقيل: معناه قالت الأمة السابقة للأمة المتأخرة: ما كان لكم علينا من فضل في الرأي والعقل، وقد بلغكم ما نزل بنا من العذاب، فلم اتبعتمونا. وقيل: من فضل أي: من تخفيف من العذاب (فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون) من الكفر باختياركم، لا باختيارنا لكم.
إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين 40 لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين 41.
القراءة: قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (لا يفتح) بالياء والتخفيف. وقرأ أبو عمرو بالتاء والتخفيف. وقرأ الباقون بالتاء والتشديد. وروي في الشواذ، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ومجاهد، والشعبي، وابن الشخير (حتى يلج الجمل) بالضم والتشديد. عن سعيد بن جبير في رواية أخرى. وعبد الكريم، وحنظلة: (الجمل) بالضم والتخفيف. وعن ابن عباس أيضا: (الجمل) بضم الجيم وسكون الميم (والجمل) بضمتين. وعن ابن السماك: (الجمل) بفتح الجيم وسكون الميم.
الحجة: حجة في قرأ لا تفتح بالتشديد قوله (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب)، وحجة من خفف قوله (ففتحنا أبواب السماء). وأما (الجمل) بالضم بالتشديد، و (الجمل) بالتخفيف، وكلاهما: الحبل الغليظة من القنب (1). وقيل:
هو حبل السفينة. وقيل: الحبال المجموعة. وإما (الجمل): فيجوز أن يكون جمع جمل، فيكون مثل أسد، أسد، ووثن ووثن، وكذلك المضموم أيضا: كأسد ووثن.