دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما بلغ الليل، حتى لا يكون مشرك على ظهر الأرض، كما قال الله تعالى: (يعبدونني لا يشركون بي شيئا) (فإن انتهوا) عن الكفر (فإن الله بما يعملون بصير) معناه: فإن رجعوا عن الكفر، وانتهوا عنه، فإن الله يجازيهم بأعمالهم مجازاة البصير بها، باطنها وظاهرها، لا يخفى عليه منها شئ (وإن تولوا) عن دين الله وطاعته (فاعلموا) أيها المؤمنون (أن الله مولاكم) أي. ناصركم، وسيدكم، وحافظكم. (نعم المولى) أي: نعم السيد والحافظ (ونعم النصير) هو ينصر المؤمنين ويعينهم على طاعته، ولا يخذل من هو ناصره.
واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير 41.
اللغة: الغنيمة: ما أخذ من أموال أهل الحرب من الكفار بقتال، وهي هبة من الله تعالى للمسلمين. والفئ: ما أخذ بغير قتال، وهو قول عطاء، ومذهب الشافعي، وسفيان، وهو المروي عن أئمتنا عليهم السلام. وقال قوم: الغنيمة والفئ واحد، وادعوا أن هذه الآية ناسخة للتي في الحشر من قوله (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) الآية.
واليتيم: الذي مات أبوه وهو صغير قبل البلوغ، وكل حيوان يتيم من قبل أمه إلا الانسان فإنه من قبل أبيه. والمسكين: الذي تحل له الصدقة، وهو المحتاج الذي من شأنه أن تسكنه الحاجة عما ينهض به الغني. وابن السبيل: المسافر المنقطع به في سفره، وإنما قيل ابن السبيل، لأن السبيل أخرجه إلى هذا المستقر، كما أخرجه أبوه إلى مستقره.
الاعراب: (فأن لله خمسه): قيل في فتح أن قولان أحدهما: إن تقديره فعلى أن لله خمسه، ثم حذف حرف الجر والآخر: إنه عطف على أن الأولى، وحذف خبر الأولى لدلالة الكلام عليه، وتقديره: إعلموا أنما غنمتم من شئ يجب قسمته، فاعلموا أن لله خمسه.
المعنى: ثم بين سبحانه حكم الغنيمة، فقال سبحانه مخاطبا للمسلمين: