(وعذاب أليم) مؤلم (بما كانوا يكفرون) أي: بكفرهم يريد جزاء على كفرهم.
واختلف في الآية فقيل هي منسوخة باية السيف، عن قتادة. وقيل: ليست بمنسوخة، وإنما هي تهديد ووعيد، عن مجاهد، وغيره. وفيها دلالة على الوعيد العظيم لمن كانت هذه سبيله من الاستهزاء بالقرآن، وبآيات الله، وتحذير عن سلوك طريقتهم. وقال الفراء: ما من أمة إلا ولهم عيد يلعبون فيه ويلهون، إلا أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإن أعيادهم صلاة، ودعاء، وعبادة! قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين 71.
القراءة: قرأ حمزة وحده: (أستهويه) بألف ممالة. والباقون: (استهوته) بالتاء المعجمة من فوق.
الحجة: قال أبو علي: كلا المذهبين حسن، قال الشاعر:
وكنا ورثناه على عهد تبع، طويلا سواريه، شديدا دعائمه اللغة: استهواه: من قولهم هوى من حالق (1) إذا تردى منه، ويشبه به الذي زل عن الطريق المستقيم، كما أن قوله زل إنما هو في المكان قال (قام على منزعة زلخ فزل) (2) ثم يشبه به المخطئ في طريقته في مثل قوله: (فأزلهما الشيطان) فكذلك هوى وأهواه غيره، فيقال: أهويته واستهويته بمعنى. كما يقال أزله الشيطان واستزله بمعنى. وكذلك استجابه بمعنى أجابه قال: " فلم يستجبه عند ذاك مجيب " (3)