ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه، ويفتح فاه لأكلته، فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه، فلقوا منها أذى شديدا.
فلما رأوا ذلك بكوا وشكوا إلى موسى، وقالوا: هذه المرة نتوب ولا نعود، فادع الله أن يذهب عنا الضفادع، فإنا نؤمن بك، ونرسل معك بني إسرائيل. فأخذ عهودهم ومواثيقهم، ثم دعا ربه، فكشف عنهم الضفادع بعدما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت. ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم، فلما كانت السنة الخامسة، أرسل الله عليهم الدم، فسال ماء النيل عليهم دما، فكان القبطي يراه دما، والإسرائيلي يراه ماء، فإذا شربه الإسرائيلي كان ماء، وإذا شربه القبطي كان دما، وكان القبطي يقول للإسرائيلي: خذ الماء في فيك، وصبه في في، فكان إذا صبه في فم القبطي، تحول دما.
وإن فرعون اعتراه العطش حتى إنه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة، فإذا مضغها يصير ماؤها في فيه دما، فمكثوا في ذلك سبعة أيام، لا يأكلون إلا الدم، ولا يشربون إلا الدم.
قال زيد بن أسلم: الدم الذي سلط عليهم كان الرعاف، فأتوا موسى فقالوا:
أدع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم، فنؤمن لك، ونرسل معك بني إسرائيل فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا، ولم يخلوا عن بني إسرائيل.
ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل 134 فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون 135 فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين 136.
اللغة: أصل الرجز: الميل عن الحق. ومنه (والرجز فاهجر) يعني: عبادة الوثن، والعذاب رجز لأنه عقوبة على الميل عن الحق. والرجز: رعدة في رجل الناقة لداء يلحقها تعدل به عن حق سيرها. والرجز: ضرب من الشعر، أخذ من رجز