القاضي. وقيل: إن عبادتي له لأنها بهدايته ولطفه، ومحياي ومماتي له، لأنه بتدبيره وخلقه، وقيل: معنى قوله: (ومحياي ومماتي لله) إن الأعمال الصالحة التي تتعلق بالحياة في فنون الطاعات، وما يتعلق بالممات من الوصية والختم بالخيرات لله، وفيه تنبيه على أنه لا ينبغي أن يجعل الانسان حياته لشهوته، ومماته لورثته، (لا شريك له) أي: لا ثاني له في الإلهية. وقيل: لا شريك له في العبادة، وفي الإحياء، والإماتة. (وبذلك أمرت) أي: وبهذا أمرني ربي (وأنا أول المسلمين) من هذه الأمة، فإن إبراهيم كان أول المسلمين، ومن بعده تابع له في الاسلام، عن الحسن، وقتادة. وفيه بيان فضل الاسلام، وبيان وجوب اتباعه على الاسلام، إذ كان صلى الله عليه وآله وسلم أول من سارع إليه ولأنه إنما أمر بذلك ليتأسى به، ويقتدى بفعله.
قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شئ ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون 164 وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم 165.
اللغة: الرب: إذا أطلق أفاد المالك بتصريف الشئ بأتم التصريف، وإذا أضيف فقيل: رب الدار، ورب الضيعة، فمعناه: المالك لتصريفه بأتم تصريف العباد، وأصله التربية، وهي تنشئة الشئ حالا بعد حال، حتى يصير إلى الكمال.
والفرق بين الرب والسيد أن السيد المالك لتدبير السواد الأعظم، والرب:
المالك لتدبير الشئ حتى يصير إلى الكمال مع إجرائه على تلك الحال، ويقال:
وزر، يزر، وزرا، ووزر يوزر فهو موزور، وأصله من الوزر الذي هو الملجأ. فحال الموزور كحال الملتجئ إلى غير ملجأ، ومنه الوزير: لأن الملك يلتجئ إليه في الأمور. وقيل: إن أصله الثقل، ومنه قوله: (ووضعنا عنك وزرك)، وكلاهما محتمل. وواحد (الخلائف): خليفة، مثل صحيفة وصحائف، وسفينة وسفائن، وخلف فلان فلانا، يخلفه، فهو خليفته: إذا جاء بعده.
الاعراب: في نصب درجات ثلاثة أقوال أحدها: أن يقع موقع المصدر، فكأنه