يتصور هذا المعنى عنده، ولا يثبت في الآية فائدة، ولا خلاف أن حواء وآدم لم يستحقا العقاب، وإنما قالا ذلك، لأن من جل في الدين قدمه، كثر على يسير الزلل ندمه. وقيل: معناه ظلمنا أنفسنا بالنزول إلى الأرض، ومفارقة العيش الرغد (وإن لم تغفر لنا) معناه: لان لم تستر علينا، لأن المغفرة هي الستر على ما تقدم بيانه (وترحمنا) أي: ولم تتفضل علينا بنعمتك التي يتم بها ما فوتناه على نفوسنا من الثواب، وبضروب فضلك (لنكونن من الخاسرين) أي: من جملة من خسر، ولم يربح. والإنسان يصح أن يظلم نفسه بأن يدخل عليها ضررا غير مستحق، فلا يدفع عنها ضررا أعظم منه، ولا يجتلب به منفعة توفي عليه، ولا يصح أن يكون معاقبا لنفسه (قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) قد مر تفسيره في سورة البقرة.
(قال) الله تعالى (فيها تحيون) أي: في الأرض تعيشون، (وفيها تموتون ومنها تخرجون) عند البعث، يوم القيامة. قال الجبائي: في الآية دلالة على أن الله سبحانه يخرج العباد يوم القيامة من هذه الأرض التي حيوا فيها بعد موتهم، وأنه يفنيها بعد أن يخرج العباد منها في يوم الحشر، وإذا أراد إفناءها زجرهم عنها زجرة، فيصيرون إلى أرض أخرى يقال لها الساهرة وتفنى هذه كما قال: (فإذا هم بالساهرة).
يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوأتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون 26 يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوأتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون 27 وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آبائنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون 28.
القراءة: قرأ أهل المدينة، وابن عامر، والكسائي: (ولباس) بالنصب.