غاية ينتهي إليها، ويظهر عندها. قال السدي: استقر يوم بدر ما كان يعدهم من العقاب، وسمي الوقت مستقرا، لأنه ظرف للفعل الواقع فيه. وقيل: معناه لكل عمل مستقر عند الله حتى يجازي به يوم القيامة، عن الحسن (وسوف تعلمون) فيه وعيد وتهديد لهم: إما بعذاب الآخرة، وإما بالحرب، وأخذهم بالأيمان شاؤوا أو أبو، وتقديره: وسوف تعلمون ما يحل بكم من العذاب، وحذف لدلالة الكلام عليه.
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين 68 وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون 69.
القراءة: قراء ابن عامر وحده: (ينسينك) بالتشديد. والباقون: (ينسينك) بالتخفيف.
الحجة: حجه من خفف قوله: (وما أنسانيه الا الشيطان). وحجه ابن عامر: إنه يجوز نقل الفعل بتضعيف العين، كما يجوز نقله بالهمزة، كما يقال:
عزمته وأعزمته.
الاعراب (ذكرى). يجوز أن يكون في موضع نصب على معنى: ولكن ذكروهم ذكرى. ويجوز أن يكون في موضع رفع على أحد وجهين: إما أن يكون على معنى: ولكن الذي تأمرونهم به ذكرى، فيكون خبر المبتدأ. وإما أ ن يكون عليكم ذكرى أي: عليكم أن تذكروهم، كما قال. (إن عليك إلا البلاغ)، وعلى هذا فيكون (ذكرى) مبتدأ.
النزول: قال أبو جعفر عليه السلام: لما نزلت: (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)، قال المسلمون: كيف نصنع إن كان كلما استهزأ المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم، فلا ندخل إذ ا المسجد الحرام، ولا نطوف بالبيت الحرام؟ فأنزل الله سبحانه (وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ): أمرهم بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا.