نتقته، ومنه قيل للمرأة الكثيرة الأولاد: ناتق: لأنها ترمي بالأولاد رميا، هذا قول أبي عبيدة. وقيل: أصل النتق الرفع، ومنه امرأة ناتق لرفعها الأولاد، ونتقت المرأة فهي ناتق ومنتاق: إذا كثر ولدها، وهو قول ابن الأعرابي. وقيل: أصله الجذب، يقال نتقت الغرب (1) من البئر: جذبته، عن أبي مسلم. والظلة: كلما أظلك أي سترك من سقف، أو سحابة، أو جناح حائط.
المعنى: عاد الكلام إلى قوم موسى عليه السلام فقال سبحانه: (وإذ نتقنا الجبل فوقهم) معناه: واذكر يا محمد إذ قلعنا الجبل من أصله فرفعناه فوق بني إسرائيل، وكان عسكر موسى عليه السلام فرسخا في فرسخ، فرفع الله الجبل فوق جميعهم (كأنه ظلة) أي: غمامة. وقيل: سقيفة، عن عطا (وظنوا أنه واقع بهم) أي: علموا وأيقنوا عن الحسن. وقيل معناه: على ظاهره من الظن أي: قوي في نفوسهم ذلك، عن الرماني، والجبائي (خذوا) أي: وقلنا لهم خذوا (ما آتيناكم بقوة) أي: خذوا ما ألزمناكم من أحكام كتابنا وفرائضه، فاقبلوه بجد واجتهاد منكم، في كل أوان، من غير تقصير، ولا توان (واذكروا ما فيه) من العهود والمواثيق التي أخذناها عليكم بالعمل بما فيه (لعلكم تتقون) أي: لكي تتقوا ربكم، وتخافوا عقابه. وقد مضى تفسير هذه الآية في سورة البقرة مشروحا.
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين 172 أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون 173 وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون 174.
القراءة: قرأ ابن كثير، وأهل الكوفة: (ذريتهم) على التوحيد. والباقون:
(ذرياتهم) على الجمع. وقرأ أبو عمرو: (أن يقولوا)، (أو يقولوا) بالياء.
والباقون بالتاء.
الحجة: قال أبو علي: الذرية قد يكون جمعا، وقد يكون واحدا، فمما جاء