وروي عن أبي جعفر عليه السلام: أنهم كانوا يتوارثون بالمؤاخاة الأولى. وقيل:
معناه ما لكم من موالاتهم ونصرتهم من شئ، أي: ليس عليكم نصرتهم (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) معناه: وإن طلبوا يعني المؤمنين الذين لم يهاجروا منكم النصرة لهم على الكفار، وإعانتهم في الدين، فعليكم النصر والمعونة لهم، وليس عليكم نصرتهم في غير الدين (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) معناه إلا أن يطلبوا منكم النصرة لهم على قوم من المشركين، بينكم وبينهم أمان وعهد يجب الوفاء به، ولا تنصروهم عليهم لما فيه من نقض العهد (والله بما تعملون بصير) أي: بأعمالهم، عليم لا يخفى عليه شئ منها.
والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير 73 والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم 74 والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شئ عليم 75.
اللغة: الفتنة: أصلها الامتحان، ثم تستعمل في أشياء منها الكفر، والشرك، وذلك نحو قوله تعالى (والفتنة أكبر من القتل) (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)، ومنها: العذاب نحو قوله تعالى: (جعل فتنة الناس كعذاب الله) وقوله (ذوقوا فتنتكم) يعني عذابكم بالتحريق بالنار ومنها المعذرة في نحو قوله تعالى (ثم لم تكن فتنتهم) أي: معذرتهم، ومنها القتل في نحو قوله (إن خفتم أن يفتنكم) أي:
يقتلكم وقوله: (على خوف من فرعون وملئه أن يفتنهم) ومنها الهرج والابتلاء على أثر البلاء في نحو قوله (وهم لا يفتنون) (ولقد فتنا الذين من قبلهم) وهذا التفصيل مأخوذ من قول الصادق عليه السلام. والكريم: فاعل الكرم. والكرم: الجود العظيم، والشرف، قال:
تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (1)