الخدري (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بنشوان (1) فقال: إني لم أشرب خمرا إنما شربت زبيبا وتمرا في إناء فنهز بالأيدي (2) وخفق بالنعال (3) ونهى عن الزبيب والتمر أن يخلطا) * قال أبو محمد: أما لهؤلاء المخاذيل دين يردعهم، أو حياء يزعهم، أو عقل يمنعهم عن الاحتجاج بالباطل على الحق، ثم بما لو صح لكان أعظم حجة عليهم، ابن جريج يقول:
أخبرت عن أبي إسحاق ولا يسمى من أخبره، ثم أبو إسحق عن النجراني ومن النجراني ليت شعري؟، ثم هبك اننا سمعنا كل ذلك من أبي سعيد ومن ابن عمر أليس قد أخبرا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جمعهما وأمر بافراد كل واحد منهما؟ وكيف يجعل نهيه نفسه حجة في استباحة ما نهى عنه؟ ما بعد هذا الضلال ضلال ولا وراء هذه المجاهرة مجاهرة، ولولا كثرة من ضل باتباعهم لكان الاعراض عنهم أولى، وقالوا: إنما نهى عن ذلك لان أحدهما يعجل غليان الآخر فقلنا: كذبتم وقفوتم مالا علم لكم به وافتريتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله قط ولا أخبر به، ثم هب (4) الامر كما قلتم أليس قد نهى عليه السلام عنه كما ذكرتم (5)؟ فانتهوا عما نهاكم عنه إن كان في قلوبكم ايمان به، (فان قالوا): هذا ندب قلنا:
كذبتم وقلتم: ما لا دليل لكم عليه، ثم هب الامر كما قلتم فاكرهوه إذا واندبوا إلى تركه وأنتم لا تفعلون ذلك بل هو عندكم وما لم ينه عنه أصلا سواء، وقالوا: إنما نهى عنه لضيق العيش ولأنه من السرف وهذا قول يوجب على قائله مقت الله تعالى لأنه كذبك بحت، ومع أنه كذب فهو بارد من الكذب سخيف من البتان لأنه ما كان قط عند ذي مكة عقل رطل تمر ورطل زبيب سرفا أو رهل زهو ورطل بسر سرفا وهو بالمدينة والطائف قريب وهما بلاد التمر والزبيب، ثم كيف يكون رطل تمر. ورطل زبيب، أو رطل زهو. ورطل رطب يجمعان سرفا يمنع منه ضيق العيش فينهون عنه لذلك ولا يكون مائة رطل تمر. ومائة رطل زبيب.
ومائة رطل عسل ينبذ كل صنف منها على حدته سرفا؟، وكيف يكون رطل تمر. ورطل زهو ينبذان معاسرفا ولا يكون أكلهما معاسرفا؟ كذلك التمر والزبيب في الاكل معا لقد بلغ الغاية من سخف العقل من هذا مقدار عقله، ولقد عظمت بليتهم بأنفسهم ونعوذ بالله من الخذلان * وأيضا فان أكل الدجاج والنقى والسكر أدخل على أصولكم الفاسدة في السرف وأبعد من ضيق العيش وما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، ثم هبكم أنه كما تقولون فأي راحة لكم في ذلك؟
وقد كان فيهم ذو سعة من المال قالت عائشة: وكان الهدى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذوي اليسارة، والخبر المشهور (ذهب أصحاب الدثور بالأجور) وكان فيهم عثمان. عبد الرحمن.