(فصل) ويشترك في العقل الحاضر والغائب وبهذا قال أبو حنيفة، وقال مالك يختص به الحاضر لأن التحمل بالنصرة وإنما هي بين الحاضرين ولان في قسمته على الجميع مشقة، وعن الشافعي كالمذهبين ولنا الخبر وانهم استووا في التعصب والإرث فاستووا في تحمل العقل كالحاضرين، ولأنه معنى يتعلق بالتعصيب فاستوى فيه الحاضر والغائب كالميراث (فصل) ويبدأ في قسمته بين العاقلة بالأقرب فالأقرب يقسم على الاخوة وبنيهم والأعمام وبنيهم ثم أعمام الأب ثم بنيهم ثم أعمام الجد ثم بنيهم كذلك ابدا حتى إذا انقرض المناسبون فعلى المولى المعتق ثم على عصباته على مولى المولى ثم على عصباته الأقرب فالأقرب كالميراث سواء، وإن قلنا للآباء والأبناء من العاقلة بدئ بهم لأنهم أقرب، ومتى اتسعت أموال قوم للعقل لم يعدهم إلى من بعدهم لأنه حق يستحق بالتعصيب فيقدم الأقرب فالأقرب كالميراث وولاية النكاح، وهل يقدم من يدلي بالأبوين على من يدلي بالأب؟ على وجهين (أحدهما) يقدم لأنه يقدم في الميراث فقدم في العقل كتقديم الأخ على ابنه (والثاني) يستويان لأن ذلك يستفاد بالتعصيب ولا أثر للام في التعصيب، والأول أولى إن شاء الله تعالى لأن قرابة الام تؤثر في الترجيح والتقديم وقوة التعصيب لاجتماع القرابتين على وجه لا تنفرد كل واحدة بحكم، وذلك لأن القرابتين تنقسم إلى ما تنفرد كل واحدة منهما بحكم كابن العم إن كان أخا من أم فإنه يرث بكل واحدة من القرابتين ميراثا مفردا يرث السدس بالاخوة ويرث بالتعصيب
(٥١٨)