الجراح تتنوع نوعين (أحدهما) الشجاج وهي ما كان في رأس أو وجه (النوع الثاني) ما كان في سائر البدن وينقسم قسمين (أحدهما) قطع عضو (والثاني) قطع لحم والمضمون في الآدمي ضربان (أحدهما) ما ذكرنا (والثاني) تفويت منفعة كتفويت السمع والبصر والعقل (مسألة) قال رحمه الله (ومن أتلف ما في الانسان منه شئ واحد ففيه الدية وما فيه شيئا ففي كل واحد منهما نصف الدية) وجملة ذلك أن كل عضو لم يخلق الله تعالى في الانسان منه الا واحدا كاللسان والأنف والذكر والصلب ففيه دية كاملة لأن اتلافه اذهاب منفعة الجنس واذهابها كاتلاف النفس، وما فيه منه شيئان كاليدين والرجلين والعينين والأذنين والمنخرين والشفتين والخصيتين والثديين والأليتين ففيهما الدية كاملة لأن في اتلافهما اذهاب منفعة الجنس وفي إحداهما نصف لأن في اتلافه اذهاب نصف منفعة الجنس وهذه الجملة مذهب الشافعي ولا نعلم فيه مخالفا، وقد روي عن الزهري عن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له في كتابه " وفي الانف إذا أوعب جدعه الدية وفي اللسان الدية وفي الشفتين الدية وفي البيضتين الدية وفي الذكر الدية وفي الصلب الدية وفي العينين الدية وفي الرجل الواحدة نصف الدية " رواه النسائي وغيره ورواه ابن عبد البر وقال كتاب عمرو بن حزم معروف عند الفقهاء وما فيه متفق عليه عند العلماء الا قليلا
(٥٨٤)