والتنازل له عن الخلافة!
ولا ينفي سعة تأثير معاوية أنه ورث امبراطوريته إلى ابنه يزيد، وأن يزيدا كان شابا أهوج، اصطدم بمقدسات المسلمين، بقتله آل الرسول صلى الله عليه وآله في كربلاء، واستباحته المدينة النبوية، ثم استباحته الكعبة المشرفة، فأنهى نفسه وآل أبي سفيان، وقدم كل جهود أبيه وجده لقمة سائغة إلى بني مروان!
فإن المروانيين كانوا مجرد منفذين لخطط أبي سفيان ومعاوية، ونظريتهما في تفوق بني أمية، وحقهم المزعوم في حكم العرب والمسلمين.
بل نجد المخططين من العباسيين كالمنصور والرشيد والمتوكل، كانوا متأثرين بأفكار معاوية كثيرا، فتبنوا خططه وحاولوا تطويرها، خاصة في مواجهة أهل البيت الطاهرين عليهم السلام وشيعتهم، كما سترى إن شاء الله.
جواهر أهل البيت عليهم السلام تعرف أكثر بمعرفة ظلمات الحكومات كما تعرف نعمة النور بالظلمة، تعرف الأفكار المنيرة بما يقابلها من أفكار سوداوية! والشخصيات المضيئة بما يحيط بها من شخصيات ظلامية!
من هنا كان ضروريا لفهم عترة النبي الطاهرين عليهم السلام ومعالم مذهبهم، وجواهر فكرهم ونبل سلوكهم، أن نكشف ما واجههم من حكومات وخطط وفعاليات!
وقد اهتم فقهاؤنا بفقه الحكومات، لأن مذهب أهل البيت عليهم السلام فقه تصحيحي لفقه الخلافة، على حد تعبير المرجع الراحل السيد البروجردي قدس سره.
من هنا، رأينا لزوم تسليط الضوء على شخصية أبي سفيان ومعاوية ومشروعهما لأنها تساعد في كشف موجة الاضطهاد الأموية ضد أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم!