في جميع رواياته الدعاء عليهما بالركس في الفتنة، والدع في جهنم. (ورواه الطبراني في المعجم الأوسط: 7 / 133 وذكر فيه المطارحة، وفي الكبير: 11 / 32)!
وقد حاول أتباع معاوية وابن العاص تخليصهما من هذا الحديث، فاحتالوا على سنده ومتنه بأنواع الحيل، وحاولوا جعل وقته يوم أحد! ولا يصح ذلك!
قال في مجمع الزوائد: 8 / 121: (رواه أحمد والبزار وقال: نظر إلى رجلين يوم أحد يتمثلان بهذا الشعر في حجرة، وأبو يعلي بنحوه، وفيه يزيد بن أبي زياد والأكثر على تضعيفه... فنظروا فإذا رجل يطارح رجلا الغناء). انتهى. ولا يصح لأن القصة لو كانت في أحد قبلها أو بعدها لأخذوهما أسيرين.
وقد شط الذهبي في تعصبه فجعل لعن النبي صلى الله عليه وآله لمعاوية وعمرو منقبة عظيمة لهما! قال ابن الصديق في فتح الملك العلي / 109: (فيقول الذهبي في حديث: اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ودعهما في النار دعا، إنه من فضائل معاوية لقول النبي (ص): اللهم من سببته أو لعنته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة، وقد راجت هذه الدسيسة على أكثر النقاد... الخ.). انتهى. وقد فند محاولاتهم السيد الميلاني في تشييد المراجعات: 1 / 264، ونفحات الأزهار: 20 / 143، وصحح الحديث على مبانيهم بشواهده، والشيخ الأميني رحمه الله في الغدير: 10 / 140. كما فندنا رواياتهم التي ترفع اللعن عمن لعنهم النبي صلى الله عليه وآله في تدوين القرآن و (ألف سؤال وإشكال).
* *