(صعلوكا لامال له) بشهادة النبي صلى الله عليه وآله، فقد روى محبو معاوية أنه تقدم لخطبة فاطمة بنت قيس فاستشارت النبي صلى الله عليه وآله فقال لها: (وأما معاوية فصعلوك لامال له) (صحيح مسلم: 4 / 195). وسبب فقره أن أبا سفيان كان بخيلا لا ينفق على زوجته هند وأولادها الثلاثة معاوية وعتبة وأم الحكم، فتضطر أن تأخذ من ماله خفية! فقد روى البخاري: 6 / 193: (عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح (وفي رواية مسيك) وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم! فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). انتهى.
ويظهر أن معيشة هند كانت عادية فلم ترث ما يذكر من أبيها عتبة بن ربيعة، مع أنه كان رئيس بني أمية هو وأبو سفيان، حتى قتل في بدر!
وكان بقية أولاد أبي سفيان من أمهات شتى (شرح النهج: 1 / 334) وأكبرهم يزيد بن أبي سفيان، الذي كان يعطف على أخيه معاوية، وقد أخذه معه إلى الشام عندما ولاه عمر على ربع ما فتح منها! ولعله كان أخذه معه إلى تيماء منطقة أخوال يزيد، عندما ولاه النبي صلى الله عليه وآله جمع زكواتها.
فأبو سفيان الذي لا يعطي لزوجته مصروف أولاده، لا ينتظر منه أن يعطي ولده معاوية رأس مال ليتجر به! وقد كانت خطبة معاوية لبنت قيس بعد أن طلقها زوجها المخزومي في سفره مع جيش علي عليه السلام لفتح اليمن، أي في آخر سنة من حياة النبي صلى الله عليه وآله. قال ابن سعد: 8 / 275: (عن الشعبي قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت فلان بن المغيرة أو المغيرة بن فلان، من بني مخزوم، وأنه أرسل إليها بطلاقها من الطريق من غزوة غزاها إلى اليمن، فسألت أهله النفقة والسكنى فأبوا). (ونحوه في تاريخ البخاري: 1 / 82). وكان ذلك قبيل حجة الوداع!
* * وحديث الصعلوك صحيح عندهم، وهو يكشف عن كذب الرواة في سيرة