ابن هشام والطبري وغيرهما، بأن النبي صلى الله عليه وآله عد معاوية يوم حنين من شخصيات قريش، وأعطاه مئة بعير كأبيه (تاريخ الطبري: 2 / 358)! فلو كان يملك قبل سنتين مئة بعير، لما قال عنه النبي صلى الله عليه وآله إنه صعلوك لامال له! ولكان اخوه يزيد أولى منه لأنه الأكبر، وقيل إنه كان حامل راية في حرب حنين والطائف. (الإفصاح / 154). والظاهر أن النبي صلى الله عليه وآله لما أعطى أبا سفيان قال له: (ابني يزيد فقال صلى الله عليه وآله: أعطوه أربعين أوقية ومائة من الإبل) (مكاتيب الرسول للأحمدي: 1 / 170، عن الطبقات: 2 / ق 1: 110 ومغازي الواقدي: 3 / 945)، فأضاف الرواة معاوية إلى الرواية، وبالغوا!
على أنا لا نقبل أصل وجود معاوية مع النبي صلى الله عليه وآله في حرب حنين! فقد ورد في مناظرة الإمام الحسن عليه السلام أن معاوية عندما بلغه فتح النبي صلى الله عليه وآله مكة واستسلام أبي سفيان والمشركين وإعلانهم الإسلام، أرسل إلى أبيه أبياتا يستنكر إسلامه! ومعناه أنه كان غائبا عن مكة! ففي جمهرة خطب العرب: 2 / 22، وشرح النهج: 6 / 289، أن الإمام الحسن عليه السلام قال لمعاوية: (وأنشدك الله يا معاوية أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه، وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اللهم العن الراكب والقائد والسائق! أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم، تنهاه عن ذلك:
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا خالي وعمي وعم الأم ثالثهم * وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا لا تركنن إلى أمر تكلفنا * والراقصات به في مكة الخرقا فالموت أهون من قول العداة لقد * حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت). انتهى.
وقال العلامة الحلي رحمه الله في منهاج الكرامة / 77: (وسموه كاتب الوحي ولم يكتب