جمالا وتماما وحسنا، وكان أبو سفيان دميما قصيرا أخفش العينين، فكل من رأى معاوية ممن رأى مسافرا ذكره به! فأما الصباح فكان شابا من أهل اليمن، أسود له جمال في السودان، وكان عسيفا (أجيرا) لأبي سفيان فوقع بها فجاءت منه بعتبة فلما قرب نفاسها خرجت إلى أجياد لتضعه هنالك وتقتله، كما كانت تفعل بمن تحمل به من السودان، فلما وضعته رأت البياض غلب عليه وأدركتها حنة فأبقته ولم تنبذه، ولذلك يقول حسان بن ثابت:
لمن الصبي بجانب البطحاء * ملقى عليها غير ذي مهد نجلت به بيضاء آنسة * من عبد شمس صلتة الخد غلبت على شبه الغلام وقد بدا * فيه السواد لحالك جعد) وقد أورد السكاكي البيت الأول في كتابه مفتاح العلوم / 313، وهو يدل على أن عتبة ليس لأبي سفيان! وقال في شرح النهج: 1 / 336: (وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر! وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار (ص 752): كان معاوية يعزى إلى أربعة: إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، مغن كان لعمارة بن الوليد...). ثم أورد نحو ما تقدم، وأبيات حسان بن ثابت! واتفق المؤرخون على أنها كانت متزوجة بالفاكه بن المغيرة المخزومي، وهو عم خالد بن الوليد، فوجد عندها رجلا وطردها من بيته، وشاعت قصتها! وبعد طلاقه لها صارت ذات علم!
قال في الفتح: 7 / 107: (وكانت قبل أبي سفيان عند الفاكه بن المغيرة المخزومي ثم طلقها في قصة جرت)! وفي أسد الغابة: 5 / 563: (وقصتها معه مشهورة)!
وخلاصتها: أن زوجها الفاكه تركها نائمة ظهرا وخرج من البيت، وعاد فرأى رجلا يخرج من عندها، ودخل فوجدها نائمة، فركلها برجله وسألها فأنكرت