رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لابد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة! قال: وأنزل الله تعالى في ذلك: إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر، يملكها بنو أمية فيها ليلة القدر. قال: فأطلع الله عز وجل نبيه عليه السلام أن بني أمية تملك سلطان هذه الأمة وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها، حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا أهل البيت بغضنا، أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد عليهم السلام وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم. قال: وأنزل الله تعالى فيهم: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. جهنم يصلونها وبئس القرار. ونعمة الله محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله حبهم إيمان يدخل الجنة، وبغضهم كفر ونفاق يدخل النار، فأسر رسول الله ذلك إلى على وأهل بيته). انتهى.
* * أما تحذيرات أمير المؤمنين عليه السلام من خطر بني أمية فقد تتابعت وكان يذكر بها الأمة ويقرع بها آذان معاصريه والأجيال، شارحا لهم آيات الله تعالى، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وآله، وفيما يلي نماذج منها:
(1) قال عليه السلام: (والله لقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفني أنه رأى على منبره اثني عشر رجلا أئمة ضلال من قريش يصعدون منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وينزلون على صورة القرود يردون أمته على أدبارهم عن الصراط المستقيم. قد خبرني بأسمائهم رجلا رجلا وكم يملك كل واحد منهم واحد بعد واحد. عشرة منهم من بني أمية ورجلان من حيين مختلفين من قريش... وسمعته يقول: إن بني أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا). (كتاب سليم بن قيس / 303)