وفي فتح الباري: 8 / 287: (عن ابن عباس أنه سأل عمر عن هذه الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار)؟ فقال من هم؟ قال: هم الأفجران من بني مخزوم وبني أمية، أخوالي وأعمامك! فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر، وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين)! ثم أورد حديث علي عليه السلام وقال: (وهو عند عبد الرزاق أيضا، والنسائي، وصححه الحاكم). انتهى.
ويقصد عمر بقوله: (فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر) بني مخزوم ورئيسهم أبا جهل، وكانت حنتمة أم عمر تنسب إليهم، وكان خالد بن الوليد لا يقبل ذلك.
ويشير عمر باستئصالهم إلى قوله تعالى: ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين. ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون. ولله ما في السموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم). (آل عمران: 121 - 129). لكن معنى الآية أن الإرادة الإلهية أن يمهل بعض قبائل قريش، ويقطع طرفا منهم بقتل زعمائهم واستئصالهم سياسيا، وإخراجهم من ساحة الصراع مع الإسلام! لذلك لم نر لهم أي دور مهم في التاريخ! وهم: بنو عبد الدار، الذين كانوا فرسان قريش وأصحاب حربها، وقد قتل علي عليه السلام منهم في بدر وأحد، بضعة عشر فارسا كلهم أبطال حملة راية قريش!
وبنو المغيرة، العائلة المالكة في بني مخزوم، وقد إنطفؤا بعد مقتل أبي جهل في بدر، وبرز منهم عسكري واحد فقط هو خالد بن الوليد!
وقال في فتح الباري: 7 / 235: (وعند عبد بن حميد في التفسير من طريق أبي الطفيل، قال: قال عبد الله بن الكواء لعلي رضي الله عنه: من الذين بدلوا نعمة الله كفرا؟ قال: هم الأفجران من قريش: بنو أمية وبنو مخزوم، قد كبتهم يوم بدر! وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن علي نحوه، لكن فيه: فأما بنو مخزوم فقطع