عمر يسير في أصحابه وفي القوم رجل يسير على بعير له من القوم يضعه حيث يشاء فلا أدري بما التوى عليه فلعنه، فقال عمر: من هذا اللاعن؟ قالوا: فلان، قال: تخلف عنا أنت وبعيرك، لا تصحبنا راحلة ملعونة)! (وكنز العمال: 3 / 877).
ثم نسبوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله فرووا في صحيح مسلم: 8 / 23: (بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي (ص) وتضايق بهم الجبل فقال: حل، اللهم العنها! قال فقال النبي (ص): لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة)! وقال النووي: (وفي رواية: لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله تعالى) (الأذكار النووية / 352).
وفي مجمع الزوائد: 8 / 76: (وعن أنس بن مالك قال سار رجل مع النبي فلعن بعيره فقال النبي (ص): يا عبد الله لا تسر معنا على بعير ملعون. رواه أبو يعلي والطبراني في الأوسط بنحوه ورجال أبي يعلي رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله (ص) في مسير فلعن رجل ناقة فقال: أين صاحب الناقة؟ فقال الرجل: أنا. فقال: أخرها فقد أجبت فيها. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).
وفي فيض القدير للمناوي: 1 / 441: لكن يقويه رواية الديلمي له بلفظ: إذا أحرم أحدكم فليؤمن على دعائه إذا قال اللهم اغفر لنا، فليقل آمين ولا يلعن بهيمة ولا إنسانا، فإن دعاءه مستجاب). انتهى.
فهذه أربعة أحاديث (صحيحة عندهم) كذبوها لتأييد فعل عمر! تجعل اللعن أمرا إنشائيا، وأن الجارية أو الرجل إذا لعنا شخصا أو حيوانا، فقد حلت عليه اللعنة الإلهية وسكنت في دمه وروحه، وصار مشؤوما! وكل لعنة مستجابة، ولعنة المحرم خاصة كما في الحديث الرابع، فلعنته لشخص تجعله شرا محضا!
قال الطبراني في كتاب الدعاء / 576 في حديث خامس كذبوه: (عن عمران بن حصين قال: لعنت امرأة ناقة لها فقال النبي (ص) إنها ملعونة فحلوا عنها! (أي حلوا