مسلم في الصحيح (2409) عن الصحابي الجليل سهل بن سعد قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان؛ قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا! قال فأبى سهل فقال له: أما إذ أبيت فقل لعن الله أبا التراب، فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها.... فبهذا ثبت أن معاوية كان يسب سيدنا عليا رضي الله عنه ويأمر الناس بسبه وقد صح أن النبي (ص) قال: من سب عليا فقد سبني. فقد روى أحمد في المسند (6 / 323) عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيسب رسول الله (ص) فيكم؟! قلت: معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها! قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول : من سب عليا فقد سبني) (7). أقول: ورواه الحاكم (3 / 121) وزاد: ومن سبني فقد سب الله. وسب معاوية وشيعته لسيدنا علي عليه السلام والرضوان مشهور بل متواتر، ويحتاج هذا لجمع مصنف خاص فيه، (8).
فالآن ملخص الأمر هو أن معاوية سب سيدنا عليا وأمر بالسب! والنبي الأعظم (ص) يقول: من سب عليا فقد سبني! فهل أنتم مع رسول الله (ص) وسيدنا أم مع من يسب سيدنا عليا ويسب سيدنا رسول الله (ص)؟! وهل يجوز أن نحب وندافع عمن يسب سيدنا عليا رضي الله عنه ومن يسب سيدنا رسول الله (ص)؟!
أين التقوى وأين الإيمان، وأين الخوف من الله تعالى؟!!
هامش: (5) ذكرنا أن هذا الحديث رواه مسلم (2404) وكذا الترمذي (3724) وغيرهما.
(6) وهذا قد صححه متناقض عصرنا الألباني في صحيح ابن ماجة (1 / 26).
(7) ورواه النسائي في الكبرى (5 / 133) وله روايات عديدة ذكرها الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (/ 130) وله ألفاظ أخرى وروايات عديدة منها ما رواه ابن أبي شيبة (12 / 76 - 77)، والطبراني في الكبير (23 / 322) وأبو يعلى (12 / 444) وغيرهم. وصححه الشيخ شعيب الأرنأوط في تعليقه على المسند (44 / 329) والألباني في صحيحته (3332).