الرسولا. وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا. (الأحزاب: 57 - 68) وحتى بعد أن انتصر محمد صلى الله عليه وآله وفتح مكة وخضع له أبو سفيان وزعماء قريش لم يقنعه ذلك، فنزلت عليه سورة التوبة وهاجمتهم وسمتهم منافقين: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون. وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم). (التوبة: 67 - 68).
وسمتهم (أئمة الكفر) وجعلت قتالهم فريضة دينية، فقال: وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون. ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين). (التوبة: 12 - 14).
وبعد أن غلبهم في مكة سماهم الطلقاء أي أسرى حرب عبيد له ولأهل بيته، ثم أطلقهم ولم يعتقهم، ومعناه أنهم بقوا على ملكيته، بينما سمى أسرى أهل الطائف العتقاء فهم أحسن منهم درجة، وجعل ولاء الطلقاء والعتقاء لبعضهم وفصلهم عن المسلمين إلى يوم القيامة! فقال: (المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة)! (مسند أحمد: 4 / 363، وهو صحيح على شرط الشيخين. راجع بحث المؤلفة قلوبهم والطلقاء) وسمى بني أمية الشجرة الملعونة في القرآن، وهم برأي معاوية معدن الحق والملك في قريش والعرب، ووصفهم بأنهم كإبليس يحسدون النبي وبني هاشم! (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا. وإذ قلنا للملائكة