ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لا تتحم عن شتم علي وذمه! والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم وترك الاستماع منهم! وبإطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه والإدناء لهم والاستماع منهم.
فقال المغيرة: قد جربت وجربت وعملت قبلك لغيرك، فلم يذمم بي دفع ولا رفع ولا وضع، فستبلو فتحمد أو تذم. قال: بل نحمد إن شاء الله). (وتاريخ الكوفة / 315 وجمهرة خطب العرب: 2 / 184، والمنتظم: 5 / 241، رواه مبتورا، والنصائح الكافية / 100).
وقال أحمد بن حنبل في مسنده: 1 / 189: (لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة قال: فأقام خطباء يقعون في علي، قال: وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل (ابن عم عمر بن الخطاب) قال: فغضب فقام فأخذ بيدي فتبعته فقال: ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه، الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فاشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم! قال قلت: وما ذاك؟ قال قال رسول الله (ص): أثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، قال قلت: من هم؟ فقال رسول الله: وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى والزبير وطلحة و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك. قال: ثم سكت، قال قلت: ومن العاشر؟ قال: قال أنا). انتهى.
أقول: بقطع النظر عن رأينا في هذا الحديث المعروف باسم (حديث العشرة المبشرة) فإن مقدمته تدلك على شدة حرص معاوية على تنفيذ مشروعه، وسرعة إطاعة المغيرة لأمره، وابتدائه بتعيين خطباء من العلماء والرواة، برواتب من بيت المال، وكل عملهم أن يجلسوا في المساجد والبيوت والساحات، ويخطبوا في الناس، ويدرسوهم، ويرووا لهم أي شئ فيه سب علي عليه السلام وذمه وشتمه، وأي شئ مدح عثمان ومعاوية وبني أمية!
وقد روى هذا الحديث عدد من مصادرهم وصححوه: كالنسائي في فضائل الصحابة