بعض حروفه لمعرفة المخاطب به، وهذا كقولهم: لا هم، وتمام الكلام اللهم). وفي فتح الباري: 6 / 391: (وقيل إن قحطان أول من قيل له أبيت اللعن وعم صباحا).
وقد استبدلها الإسلام بالأمس بالسلام، ففي كنز الفوائد للكراجكي / 75: (ومن ذلك أن صفوان بن أمية وعمرو بن وهب الجعفي قالا: من لنا بمحمد؟ فقال عمرو بن وهب: لولا دين علي لخرجت إلى محمد حتى أقتله! فقال صفوان: علي دينك ونفقة عيالك إن قتلته! فخرج حتى قدم المدينة فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أنعم صباحا، أبيت اللعن. فقال النبي صلى الله عليه وآله: قد أبدلنا الله بها خيرا منها. قال: إن عهدك بها حديث. قال: أجل، ثم أكرمنا الله بالنبوة. ثم قال: يا عمرو ما جاء بك؟ قال ابني أسير عندكم! قال: لا، ولكنك جلست مع صفوان، ثم قص عليه الذي قال! فقال عمرو: والله ما حضرنا أحد، وما أتاك بهذا إلا الذي يأتيك بأخبار السماء، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله). انتهى.
فمعاوية إذن أمام سلاح استعملته الأديان، واعتقدت به العرب وحرصت على تنزيه ملوكها عنه، فهدفه أن يرد على بني هاشم السلاح الذي استعملوه، فيجعل لعن علي عليه السلام وأهل بيته، دينا يتربى عليه المسلمون، ويترسخ في ثقافتهم وأجيالهم، ويقابله مدح بني أمية وأنهم أهل لشعار (أبيت اللعن)!
* *