سبعة منهم من بني أمية، وخمسة من سائر قريش، فلعن الله ورسول الله من حل الثنية غير النبي صلى الله عليه وآله وسائقه وقائده. (ورواه أيضا في الإحتجاج: 1 / 401، مختصرا) وفي الترمذي: 4 / 295 عن عمر: (قال رسول الله يوم أحد: اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية).
وفي البخاري: 5 / 35، أن النبي صلى الله عليه وآله كان يقول في قنوت صلاته: اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا). انتهى. وتقدمت أحاديث لعن النبي صلى الله عليه وآله لأبي سفيان ومعاوية وبني أمية.
قد تسأل: كيف يكون لعن علي عليه السلام برأي معاوية ردا على النبي صلى الله عليه وآله والقرآن في لعنهم لأبي سفيان وأئمة المشركين؟
والجواب: إن عليا عليه السلام يمثل تحدي الإسلام والنبي صلى الله عليه وآله للمكذبين، فهو سيف محمد صلى الله عليه وآله الذي جندل أبطال قريش وزعماءها وأذاقها مرارات الثكل والهزيمة! وكل ثأر قريش مجتمع فيه؟! إن قريشا لا تستطيع أن تعلن تأزمها وبغضها للنبي صلى الله عليه وآله صراحة لذلك تعلنه على علي وبني هاشم! ألم تسمع قول عثمان لعلي عليه السلام: (ما أصنع بكم إن كانت قريش لا تحبكم وقد قتلتم منهم يوم بدر سبعين كأن وجوههم شنوف الذهب، تشرب آنافهم قبل شفاههم)! (تاريخ دمشق: 3 / 116، والمنمق / 35، وشرح النهج: 9 / 22، وتذكرة ابن حمدون / 1567، ونثر الدرر للآبي / 259).
لاحظ جيدا قوله: (لا تحبكم... قتلتم..) ومعناه أن الجريمة في بني هاشم وهم المسؤولون عنها لافرق بين أن يكون القاتل علي أو النبي صلى الله عليه وآله! فالموضوع بنو هاشم والقبائل تعرف في ثأرها القبيلة أكثر من أشخاصها، فالثأر عند بني هاشم والموجود منهم ورئيسهم الآن هو علي عليه السلام الذي مثل في عهد النبي صلى الله عليه وآله كل التحدي العسكري لزعامة قريش بقتل عشرات زعمائها وصناديدها!
لذا كان من الضروري عند معاوية تدمير شخصية علي بن أبي طالب وأهل