أبي عقبة برشيد عن أبيه عقبة) وهناك مؤشرات على هذا التصحيف، ومنها أن رشيدا كان شابا في مقتبل عمره فقد نصوا على أن النبي صلى الله عليه وآله كناه أبا عبد الله ولم يكن له ولد، كان فمعناه أنه كان في مقتبل عمره، وهو يتناسب مع شهادته سنة خمسين وهو شيخ. ولا يتسع المجال للتفصيل.
لماذا جعلوا رشيد الهجري اثنين؟!
يبدو أن السبب هو التفاوت في اسمه فقد كان عبد الرحمن بن عقبة، ويعرف بأبي عقبة فغير النبي صلى الله عليه وآله كنيته، ثم صار مولى بني هاشم، ولعل النبي صلى الله عليه وآله سماه رشيدا، ثم سكن في محلة الهجريين في البصرة فعرف باسم (رشيد الهجري) فقد روى الذهبي في تذكرة الحفاظ: 1 / 83، عن الشعبي أن قيس الأرقب قال له: (فهل تعرف رشيد الهجري؟ قال الشعبي: نعم بينما أنا واقف في الهجريين إذ قال لي رجل: هل لك في رجل يحب أمير المؤمنين؟ قلت: نعم، فأدخلني على رشيد). (وسير أعلام النبلاء: 4 / 310، وغيره). وفي اشتقاق ابن دريد / 144: (فبنو عبد الله هم الذين بهجر، قدموا البصرة مع عبد قيس، فسموا الهجريين). انتهى.
كما ينبغي أن نذكر أن رشيدا رحمه الله كان شخصية خاصة، مجهولا في الأرض معروفا في السماء! فهو بواب أمير المؤمنين عليه السلام وحواريه الذي يأتمنه على بعض علومه. فطبيعي أن يكون له برنامج خاص. (مناقب آل أبي طالب: 3 / 232 ودلائل الإمامة 181).
لماذا لم يعجبهم رشيد؟
هذا الصحابي العالم البطل لم يعجبهم، لا لأنه فارسي، فسالم غلام حذيفة الأموي فارسي أيضا وليس له بطولة رشيد في الإسلام، ومع ذلك كان عمر معجبا به حتى قال: لو كان سالم حيا لاستخلفته وما جعلتها شورى! (تاريخ المدينة: 3 / 140 ومجمع الزوائد: 4 / 220، وتاريخ دمشق: 58 / 404، والطبري: 3 / 292، والشافي: 3 / 196، ومنهاج